قام العلماء بتجربة في المختبر تبين كيف تتطور الصراصير وتتحول من محبة لمادة الجلوكوز إلى كارهة لها، تغيرت الصراصير بحيث تحمي نفسها من السم الذي تدسه شركات المبيدات الحشرية في السكر، اللقطة التالية تبين نوعين من الصراصير، الأول في القسم الأيسر، والذي يتناول نوعين من السكر، الجلوكوز والفراكتوز، الجلوكوز موجود في “الجيلي” الأحمر، والفراكتوز موجود في زبدة الفول السوداني الأصفر، ستلاحظ أن الصراصير في الجانب الأيسر تقترب من كلا النوعين من الأطعمة، وتتغذى عليها، لأنها بطبيعتها تحب النوعين من السكر، أما في الجانب الأيمن والذي يحتوي على الصراصير المتطورة، ستلاحظ أنها تتفادى وتشمئز من الجيلي وتتغذى على زبدة الفول السوداني فقط. لماذا تتفادى الصراصير ما كانت تحبه في السابق؟ لأنها تطورت لكي تكره الجلوكوز الموجود الجيلي تفاديا للموت.
كيف تطورت الصراصير لتتفادى الموت؟
الصراصير تحب مادتي الجلوكوز والفراتكوز السكريين في الطعام، ولذا فهي تتغذى عليه بشكل طبيعي بشهية. لماذا تحب الصراصير هذين النوعين من السكر؟ لأن السكر من هذا النوع يُشغّل لديها الخلايا العصبية الذواقة السكرية، فهي تميل لهذين السكرين لأنهما يشغلان هذه الخلايا. أما في حالة القهوة مثلا، فإن الصراصير تتفادها لأن القهوة تشغل الخلايا العصبية الذواقة المُّرة.
لكي نبيد الصراصير فإننا نخلط طعام الصراصير المفضل (السكر) مع السم، فتتغذى الصراصير على الطعام متجرعة السم معه، فتموت. كيف إذن تتطور الصراصير للتفادى السم؟ قد يخيل للبعض أن الصرصور هو الذي يتغير، الحقيقة أن الأجيال هي التي تتغير، فالصرصور الذي يولد محبا للسكر لا يتغير هو ليصبح كارها له.
إذن كيف تحدث عملية التطور؟ لنعد للتجربة مرة أخرى، خلط العلماء السم مع النوع الأول من السكر وهو الجلوكوز، وقدموا النوع الثاني من السكر بلا سم، وأدخلوا الصراصير لتتغذى على النوعين من الطعام، هناك فئة من الصراصير التي ستأكل السم وأخرى التي ستتغذى على الطعام السليم، ستموت تلك التي أكلت السم، وستحيى لتتكاثر تلك التي تغذت على الطعام السليم. وهذا أمر طبيعي لا اشتباه فيه.
حينما تتكاثر تلك الصراصير التي بقيت حية، فإنها تنتج صراصير متعددة ومتغيرة بتغيرات طفيفة، وهذه التغيرات تأتي بسبب التغيرات الجينية، وتحدث هذه بسبب الطفرات البسيطة، من ضمن هذه الصراصير سيكون هناك نوع يحب الجلوكوز ونوع يكره الجلوكوز ككرهه للقهوة، فحينما تتغذى على الجلوكوز فإن خلاياها العصبية الذواقة المُّرة هي التي تشتغل، فتهرب منه، أي أن بعض الصراصير التي نتجت في الجيل الجديد منها من سيحب الجلوكوز ومنها ما سيكرهه.
الصراصير التي ستحب الجلوكوز يمكنها تناول الأطعمة التي خلطت بالسم، فتأكلها وتموت، وأما تلك التي تنفر من الجلوكوز لن تتناول الطعام المسموم، فتتوجه لتناول الفراكتوز، فتحيى لتنجب صراصير جديدة متنوعة، ولكنها ستنقل لها الطفرة الوراثية التي تحتوي على كره الجلوكوز، تدريجيا… شيئا فشيئيا ومع كل جيل جديد ستتكون صراصير كارهة للجلوكوز المسمم، وبالتالي تتطور الصراصير لتصبح كارهة للجلوكوز ومحبة للفراكتوز.
وهكذا تحدث عملية التطور بالقواعد البسيطة التالية:
1. التكاثر والتوارث: الصراصير تكاثرت بكثرة، وتوارثت بعض الصفات.
2. التنوع: بالتكاثر تتنوع الصراصير جينيا فمنها ما يحب الجلوكوز ومنها ما ينفر منه.
3. الانتخاب أو الاصطفاء: السم قتل الصراصير المحبة للجلوكوز وأبقى التي نفرت منه.
4. عد للرقم 1.
تابعوا السايوير والحلقة الجديدة: الصراع بين العقل البشري والذكاء الاصطناعي 3: نهاية البشر.
المصدر الرئيسي للخبر:
http://news.ncsu.edu/releases/glucose-averse-roaches/