RSS

الصراصير تتطور دفاعاتها لتفادي الموت في المختبر

31 May

قام العلماء بتجربة في المختبر تبين كيف تتطور الصراصير وتتحول من محبة لمادة الجلوكوز إلى كارهة لها، تغيرت الصراصير بحيث تحمي نفسها من السم الذي تدسه شركات المبيدات الحشرية في السكر، اللقطة التالية تبين نوعين من الصراصير، الأول في القسم الأيسر، والذي يتناول نوعين من السكر، الجلوكوز والفراكتوز، الجلوكوز موجود في “الجيلي” الأحمر، والفراكتوز موجود في زبدة الفول السوداني الأصفر، ستلاحظ أن الصراصير في الجانب الأيسر تقترب من كلا النوعين من الأطعمة، وتتغذى عليها، لأنها بطبيعتها تحب النوعين من السكر، أما في الجانب الأيمن والذي يحتوي على الصراصير المتطورة، ستلاحظ أنها تتفادى وتشمئز من الجيلي وتتغذى على زبدة الفول السوداني فقط. لماذا تتفادى الصراصير ما كانت تحبه في السابق؟ لأنها تطورت لكي تكره الجلوكوز الموجود الجيلي تفاديا للموت.

كيف تطورت الصراصير لتتفادى الموت؟

الصراصير تحب مادتي الجلوكوز والفراتكوز السكريين في الطعام، ولذا فهي تتغذى عليه بشكل طبيعي بشهية. لماذا تحب الصراصير هذين النوعين من السكر؟ لأن السكر من هذا النوع يُشغّل لديها الخلايا العصبية الذواقة السكرية، فهي تميل لهذين السكرين لأنهما يشغلان هذه الخلايا. أما في حالة القهوة مثلا، فإن الصراصير تتفادها لأن القهوة تشغل الخلايا العصبية الذواقة المُّرة.

لكي نبيد الصراصير فإننا نخلط طعام الصراصير المفضل (السكر) مع السم، فتتغذى الصراصير على الطعام متجرعة السم معه، فتموت. كيف إذن تتطور الصراصير للتفادى السم؟ قد يخيل للبعض أن الصرصور هو الذي يتغير، الحقيقة أن الأجيال هي التي تتغير، فالصرصور الذي يولد محبا للسكر لا يتغير هو ليصبح كارها له.

إذن كيف تحدث عملية التطور؟ لنعد للتجربة مرة أخرى، خلط العلماء السم مع النوع الأول من السكر وهو الجلوكوز، وقدموا النوع الثاني من السكر بلا سم، وأدخلوا الصراصير لتتغذى على النوعين من الطعام، هناك فئة من الصراصير التي ستأكل السم وأخرى التي ستتغذى على الطعام السليم، ستموت تلك التي أكلت السم، وستحيى لتتكاثر تلك التي تغذت على الطعام السليم. وهذا أمر طبيعي لا اشتباه فيه.

حينما تتكاثر تلك الصراصير التي بقيت حية، فإنها تنتج صراصير متعددة ومتغيرة بتغيرات طفيفة، وهذه التغيرات تأتي بسبب التغيرات الجينية، وتحدث هذه بسبب الطفرات البسيطة، من ضمن هذه الصراصير سيكون هناك نوع يحب الجلوكوز ونوع يكره الجلوكوز ككرهه للقهوة، فحينما تتغذى على الجلوكوز فإن خلاياها العصبية الذواقة المُّرة هي التي تشتغل، فتهرب منه، أي أن بعض الصراصير التي نتجت في الجيل الجديد منها من سيحب الجلوكوز ومنها ما سيكرهه.

الصراصير التي ستحب الجلوكوز يمكنها تناول الأطعمة التي خلطت بالسم، فتأكلها وتموت، وأما تلك التي تنفر من الجلوكوز لن تتناول الطعام المسموم، فتتوجه لتناول الفراكتوز، فتحيى لتنجب صراصير جديدة متنوعة، ولكنها ستنقل لها الطفرة الوراثية التي تحتوي على كره الجلوكوز، تدريجيا… شيئا فشيئيا ومع كل جيل جديد ستتكون صراصير كارهة للجلوكوز المسمم، وبالتالي تتطور الصراصير لتصبح كارهة للجلوكوز ومحبة للفراكتوز.

وهكذا تحدث عملية التطور بالقواعد البسيطة التالية:

1. التكاثر والتوارث: الصراصير تكاثرت بكثرة، وتوارثت بعض الصفات.

2. التنوع: بالتكاثر تتنوع الصراصير جينيا فمنها ما يحب الجلوكوز ومنها ما ينفر منه.

3. الانتخاب أو الاصطفاء: السم قتل الصراصير المحبة للجلوكوز وأبقى التي نفرت منه.

4. عد للرقم 1.

تابعوا السايوير والحلقة الجديدة: الصراع بين العقل البشري والذكاء الاصطناعي 3: نهاية البشر.

المصدر الرئيسي للخبر:

http://news.ncsu.edu/releases/glucose-averse-roaches/

 
5 Comments

Posted by on May 31, 2013 in Uncategorized

 

5 responses to “الصراصير تتطور دفاعاتها لتفادي الموت في المختبر

  1. Saleh al mousa

    May 31, 2013 at 11:26 am

    الجميل بالموضوع هو الترجمه والصياغة الرائعه للخبر فقط اما التجربه ففاشله لعدة اسباب منها :
    – لم تحدث هناك اي طفرات جينيه ” عند الفحص ” لدى الصراصير (
    – لا تنتقل هذه الصفه المكتسبه ” مقاومة السم ” وراثياَ
    – الصراصير ” المتطوره ” غيرت نوع الطعام فقط لاحتوائه ع النسبه الضئيله ” حتى لاتموت ” من السم لجعلها تظن ان السكر هو الماده السامه وهذه احدى الخدع الداروينيه التي تعودنا عليها
    – لم تقم الصراصير بانتاج اي اجسام مضاده ” ترياق ” لهذا السم ولم يحدث اي تطور ملحوظ بجهازها المناعي حتى يقال انها تطورت وهذا مايعرفه اي باحث او طالب في هذا المجال

     
    • Sciware Podcast

      May 31, 2013 at 11:57 am

      عزيزي صالح، أشكرك على اهتمامك بالموضوع وتعليقك الطيب.

      نسيت أن أذكر أن التعديل الجيني حدث بحسب المقالة، وقضية الطفرة الجينية في هذا الموضوع بالذات معروفة منذ 20 سنة.

       
  2. ناصر العتيي

    May 31, 2013 at 1:08 pm

    بداية أشكر لك جهدك د محمد يعطيك العافية
    لدي ملاحظة بسيطة
    في رابط مفقود بالتجربة لم أفهمه بعد
    إذا كانت الصراصير التي تناولت السم ماتت ، والتي لم تأكله بقيت على قيد الحياة وتكاثرت .. من أين عرف الجيل الجديد حادثة السم وطور نفسه لتفاديها ؟
    لأن من تجرع السم مات

     
    • Sciware Podcast

      May 31, 2013 at 2:58 pm

      هي لا تعرف في الحقيقة، ما يحدث هو أن تتكون طفرات متعددة، فمن الممكن أن تكون هناك صراصير تحب السكر بجميع أنواعه، ومنها ما يحب الجلوكوز ولا يحب الفراكتوز، ومنها ما يحب الفراكتوز ولا يحب الجلوكوز، ومنها ما لا يحب أي منها، فهذه التعديلات تصيب وتخيب، من سوء حظ الصراصير التي تحب الجلوكوز أنها تموت لأنها ستأكل من السم، أما التي لا تحب الجلوكوز ستتفاداه، فلا حاجة للذاكرة أو المعرفة في حالة تنوع الصراصير.

      في الحقيقة الصرصور لا يطور نفسها نهائيا، كل ما يحدث أن الجيل الجديد يتنوع، ويبقى منه ما هو قادر على التكيف مع البيئة، من الممكن أن تتخيل لو أن شجرة أنبتت برتقالا حامضا وآخر حلو، لنفترض أن الناس لا تحب إلا الحلو، فإنها ستقطف الحلو من الشجرة وستأكله، أما الحامض سترميه في الزبالة مثلا.

      حب الإنسان للبرتقال الحلو سيدفعها لزراعة البرتقال الحلو، الشجرة القادمة ستثمر برتقالا حلوا أكثر وقليل من الحامض، مرة أخرى الإنسان يقطف الحلو ويتخلص من الحامض، ويعود لزراعة الحلو، إلى أن تصبح أغلب أشجار البرتقال من النوع الحلو، هنا أيضا الشجرة لا تميز ولا تعرف، كل ما هنالك أنها تنتج الأصناف، وبانتقائنا لها ننتخب الحلو.

      وكذلك في حالة الصراصير، ولكن الانتخاب أو الانتقاء تم عن طريق السم.

       
  3. Ahmed Farag

    May 31, 2013 at 3:00 pm

    موضوع رائع يا دكتور

     

Leave a comment