أنانيمس (Anonymous) العربية تهجم على مواقع الإنترنت الإسرائيلية، هدفها هو محو إسرائيل من الإنترنت، وأيضا كشف أسرارها ومخططاتها، وكذلك هناك هدف أخير غير معلن، ومن ضمن هذه الأهداف أن تضرب 600 موقع، و100 سيرفر (جهاز خادم)، وهذا يشمل المؤسسات الحكومية والبنوك والمدارس والشركات، وهذه الأرقام عرضتها إحدى مجموعات الأنانيمس وهناك الكثير من المواقع الأخرى المخطط لضربها.
غالبا ما تتم عن طريق ما يسمى DDoS، وهو أن يتم إغراق المواقع بالطلبات لعرض الموقع، ويعتبر هذا من أشرس أنواع الهجمات لأنه من الصعب صده، تخيل أن لديك موقعا على الإنترنت، ومليارات من الناس أرادوا مشاهدته في نفس اللحظة، فلن يستطيع الموقع تلبية جميع الطلبات فيتوقف عن العمل، هذه هي الفكرة من وراء DDoS، يتم إغراق الموقع بالطلبات المعتادة، وبكثافة عالية فيسقط الموقع.
كيف يتم تجييش الكمبيوترات من حول العالم لضرب مواقع محددة باستخدام DDoS؟ أولا، يقوم الهاكر بالدخول على أحد الأجهزة على الإنترنت، فيزرع فيه برنامجا ويتركه إلى حين الحاجة إليه (وقد اكتشفت في أحد الأيام وبالصدفة أن جهازي على الإنترنت – ليس المنزلي – كان مزروعا بذلك البرنامج فأزلته، وأقفلت الثغرة)، ويقوم الهاكر بهذه العملية على العديد والعديد من الأجهزة من حول العالم، وذلك من غير دراية أصحاب الأجهزة، فكل ذلك يتم بسكوت تام، بعد ذلك يقوم الهاكر من كمبيوتره في المنزل بإرسال طلب لجميع الكمبيوتر المزروعة بالتحرك ضد عنوان معين على الإنترنت، فتضرب الآلاف من الأجهزة وبآلاف أو ملايين من الطلبات على الموقع، فيتعب الموقع من محاولة الاستجابة لكل هذه الطلبات إلى أن يخر. هناك أيضا طرق مثل الإغراق بالإيميل، وأمور أخرى متفرقة.
أصيب أحد مواقعي بهذا النوع من الهجمات في السابق، وكانت الضربات شرسة جدا مما أوقع بالموقع لأكثر من أسبوع. ولكني استطعت إرجاع الموقع بعد أن اتفقت مع إحدى الشركات المتخصصة في الـ DDoS، لتقوم هذه الشركة بتوفير خطوط لتحمل الضغط، وتركَب أجهزة تقوم بفلترة الهجمات، حتى توقفت الهجمات، لماذا تتوقف؟ وهذا ظني، لأن الهاكر يعتبر أن استخدام الأجهزة للضرب لفترة طويلة استنزاف للكمبيوترات التي من الممكن أن يستخدمها للضرب في أماكن أخرى، وستكون دائما هناك أهداف أخرى مع الوقت، وكل هدف يحتاج لتركيز من تلك الأجهزة.
أتوقع أن المواقع الإسرائلية ستقوم بحماية نفسها عن قريب بنفس الطريقة التي قمت بها بحماية موقعي، وهو أمر طبيعي في ظل مثل هذه الهجمات، وكذلك أتوقع أن مثل هذه الهجمات تتوقف، فهي لا تدوم إلا أسابيع أو عدة أشهر، ثم تضمحل كعادتها كما في الكثير من المواقع التي أوجعتها تلك الضربات وقد حصل ذلك مع موقعي وكما حصل أيضا مع الفيسبوك، والتويتر، وميكروسوف، وياهو، وغيرها.
ما الفائدة من مثل هذه الضربات؟ اتصور أن مثل هذه الضربات لها تأثير مادي مؤقت، وإن كان التأثير سلبيا على المؤسسات التي تأثرت بالهجمة وعلى الإقتصاد بشكل عام، ولكن التأثير لا يدوم بحيث يأتي بنتائج يعدها المهاجمون مثمرة، بل بالعكس فإن التأثير الأكثر سلبية لمثل هذه الضربات ينعكس في أخذ المساندين لإسرائيل ذات الموقف على الدول العربية، فأتوقع أن الكثير من المواقع الحكومية الرسمية العربية أن يصيبها ما أصاب المواقع الإسرائيلية، وخصوصا أني أعتبرها أقل تحصنا وأقل كفاءة، ولذا أتوقع أن تخر المواقع العربية بسرعة أكبر تحت ضغط الهاكرز الغربيين قريبا.
ولكن هناك فائدة أخرى، وهي توجيه أنظار العالم للظلم والانتهاكات الذي تقوم بها إسرائيل بشكل يومي على الفلسطينيين البسطاء المساكين، فأثناء توجيه مثل هذه الضربات تقوم أنانيمس بعرض لقطات فيديو لشرح وجهة نظرها في الموضوع، واللقطة التالية صدرت بتاريخ 2013/4/6 حول السبب الذي يدعو مثل هذه المؤسسة الهاكرية لضرب إنترنت إسرائيل. ولعل أهم ما في الموضوع بالنسبة لي هو ما تمثله مثل هذه الضربات، وهو الشعور الشبابي العالمي تجاه الظلم المتسمر في الأراضي المحتلة، ويبدو أن مثل هذه المشاعر منتشرة حتى خارج نطاق الدول العربية، كما أراه متجليا في التعليقات المختلفة باللغة الإنجليزية أسفل مثل هذه اللقطات.
تابعوني على السايوير بودكاست، البرنامج الصوتي العلمي التكنولوجي.
(هناك أيضا طرق أخرى للهجوم على المواقع والتي تكون فيها ثغرات تسمح للهاكر بالدخول إليها وتغيير الواجهة فيها، وهناك طرق متعددة لدخول الهاكر لمثل تلك المواقع، لا مجال لإحصائها في هذه المقالة، ولكن بعد أن يتم الدخول إليها يغير الهاكر الواجهة الرئيسية، ويضع علامات تدل على التخريب)
رأي في زجاجة 