RSS

Monthly Archives: September 2013

تجربتي مع زراعة الشعر في إيران التي لم يكتب لها التوفيق

اليوم الأول

لا أخفي عليكم تخوفي من السفر إلى الجمهورية الإسلامية الإيرانية لأول مرة في حياتي (سأختصر من الآن فصاعدا بكتابة “إيران”) ، لقد سافرت سابقا إليها حينما كنت طفلا صغيرا أكثر من 40 سنة في الماضي، ولا أعرف عن ذلك السفر سوى ما رأيته في الصورة التي كنت أقف فيها بجانب أبي ولم يتجاوز ارتفاع رأسي حوضه. هذا كل ما أعرفه عن سفري الأول، ولن أعتبره سفرا.

لماذا كنت متخوفا؟ لكل السلبيات التي تذكر عن الدولة في الإعلام، والتي في كل لحظة تعطي إنطباعا سيئا جدا، ولكني سافرت بعد أن قررت أن أزرع شعر على رأسي وأنا على وجل شديد، وما سيلي هي تجربتي في محاولتي لزرع الشعر وكذلك لعموم السفر والإنطباع الذي حصلت عليه من خلال تواجدي هناك، سأسجل هذه المعلومات حتى إذا ما قرر أحدكم أن يسافرللزارعة ستكون لديه خلفية واضحة حول الموضوع، بل أنني سأذكر تفاصيل السفر كلها بإيجابياتها وسلبياتها، حتى تكون الصورة واضحة بتفاصيلها، وسأشمل كل التجربة، وليس فقط تجربة زراعة الشعر، فجزء رئيسي من التجربة هو السفر والسكن والتنزه والتسوق.

قبل السفر إلى إيران

بداية توجهت إلى مكتب بادرا (PADRA) في الكويت للحجز لإجراء العملية، مكتب بادرا يقوم بإجراءات إصدار الفيزا والتذاكر والإقامة في الفندق والعملية والتوصيل والترجمة والفطور والغداء، وشريحة الهاتف، فهم يتكفلون بكامل تفاصيل الرحلة بالإضافة لعملية زراعة الشعر، ولأنني كنت مستعجلا دفعت المبلغ بالكامل (900 دينار كويتي + 150 دينار لأخي ليرافقني في الرحلة). هذا المبلغ يتكفل بكامل مصاريف الرحلة إلا ما تحتاجه من هدايا للأهل أو وجبة العشاء أو إضافة مبلغ لشريحة الهاتف. عدا ذلك فلا تحتاج لشيء.

قدمت جواز السفر للمكتب مساء يوم الثلاثاء، وكنت سأغادر إلى إيران يوم السبت، فلم يستطع المكتب أن يستخرج الفيزا في وقتها، فهي تحتاج لمدة أطول، وبحسب ما سمعت أنها تحتاج إلى 3 أيام على الأقل، والبديل لذلك هو استخراج الفيزا في مطار مدينة شيراز التي ستتم فيها العملية. استملت الجوازات وتذاكر السفر، يوم الخميس، وتجهزت للسفر يوم الجمعة.

لم أنظر في تذاكر السفر إلا في يوم السبت، وإذا بها تذكرة حجزت ذهابا وليس فيها عودة، ولم يبق على الموعد إلا 4 ساعات، فانتابني الخوف، فأين تذكرة سفر العودة؟ لماذا لم يحجز المكتب تذاكر العودة؟ وهل سأواجه صعوبة في الحجز هناك؟ هل سأبقى معلقا هناك؟ بدأت بالاتصال في مديرشركة بادرا في الكويت السيد حيدر في الساعة 7:11 صباحا، مع علمي بأنه مستغرق في نومه، فاستجاب لي بعد الاتصال الثالث خلال ربع ساعة، وكنت قلقا جدا، وخصوصا أنني لم أسافر بعد، ولا أدري ما هي طبيعة البلد، ولا أعرف كيف أحجز تذكرة هناك، ناهيك عن عدم تحدثي اللغة الفارسية. فطمأنني أنه حجز تذكرة العودة هناك في إيران، وفي حال الوصول ستكون التذكرة جاهزة، وأن هذه هي طريقة الشركة في الحجز لكل الزبائن. في الحقيقة لم أطمئن لذلك، وقمت بالاتصال بالأصدقاء الذين أوصوا بهذه الشركة… اليوم هو السبت، وكل أصدقائي نائمون في ذلك الوقت. ورأسي مشوش بالأفكار السلبية عن إيران.

توجهت مع أخي إلى المطار، متأملا أن يرد علي أحد الأصدقاء حتى يطمئنني بأنه سافر بنفس الطريقة، وبعد عدة محاولات بعد أن انتهيت من وزن الشنط، وإدخال البيانات على الكمبيوتر، والدخول إلى داخل المطار وانتظار الطائرة، وبعد الاتصال مرة تلو الأخرى، رن الآيفون في اللحظات الأخيرة قبل إقلاع الطائرة، وإذا به الصديق الذي ذهب قبلي لإجراء العملية بأيام، وبشرني بأن الشركة حجزت له التذكرة بنفس الطريقة، فاطمأننت لسريان الأمور بشكل سليم.

لم تنته تخوفاتي، فهناك الطائرة، وهناك الفندق، فأصدقائي نصحوني أن يكون الحجز على طائرة “ماهان” فهي أفضل من غيرها، وكذلك نصحوني بأن أبتعد عن الفندق الذي اسمه “هما”، فقد قال لي شخصين أنه من الأفضل أن أغير إلى الفندق “تشامْران” أو “جامران”، خصوصا أن فندق هما بمستوى حوالي 2.5 أو 3 نجوم، وتشمران أفضل بكثير، لذلك وقبل سفري ألححت على مدير الشركة أن ينقلني إلى الفندق الآخر، ولكنه لم يعدني بذلك، قال لي أنه سيحاول، لم أرض بذلك الجواب، طبعا أنا أعرف أن شركة بادرا متعاقدة مع الفندق “هما” لإرسال زبائنهم إليه، ولذلك ربما كان سيكون ذلك خلاف العقد، ولكني أصررت على الانتقال حتى وإن دفعت الفرق في السعر بين الإثنين.  ولكنني كنت سأتقبل الواقع لو أن الأمور لم تكن في صالح حصولي على الفندق تشمران.

السفر إلى إيران

ركبنا الطائرة أنا وأخي، وكانت طائرة ماهان بنفس مستوى الطائرات الأخرى التي ركبتها سابقا، أنا جربت الكويتية والبريطانية والكي إل إم، لا فرق كبير بين الطائرات، هناك تفاوت بسيط بينها، ولكنها كلها كانت متقاربة، ربما أهم ما في الطائرة هو مستوى الخدمة، الرحلة كانت قصيرة جدا، فهي لا تتجاوز الخمسون دقيقة، فلا يمكن تقييم مستوى الخدمة في الطائرة، في خلال تلك الفترة البسيطة قدموا لنا السندويش والماء. ارتفعت الطائرة وسرعان ما هبطت بعد أن مرت بمطبات هوائية بسيطة لا تكاد تذكر.

الفيزا في مطار شيراز

نزلنا من الطائرة، وتوجنا للمكتب المختص باستخراج الفيز، قالوا لي أن العملية تأخذ حوالي نصف ساعة إلى ساعة، ولكنها كانت في الواقع ساعة ونصف بالتحديد، لم يكن سوى شخصين يعملان في قسم إصدار الفيزا، الأول استلم الجوازات، والآخر استلم المبلغ، ومنذ تسليم الجواز واستلامه سئمت الجلوس في المطار. استخراج الفيزا كانت عملية سهلة، ولكنها طويلة ومملة، إن لم تكن مستعجلا في السفر، فالأفضل هو استخراجها في دولتك قبل سفرك.

في تلك الأثناء دخل السيد أبو حسين، السائق المترجم إلى صالة ما قبل الدخول إلى شيراز، يبدو أن لديه الصلاحية في الدخول (كما بين لي ذلك لاحقا، فهو يحمل بطاقة خاصة يستفيد منها بين الحين والآخر، هذه البطاقة أعطته إياها الحكومة الإيرانية لأنه كان مشتركا في الحرب مع العراق، وذكر لي لاحقا أنه لا تزال علامة لطلقة دخلت في ظهره في تلك الحرب، وهذه البطاقة تعطيه قليلا من التميز في بعض المناسبات). عرف بنفسه، وأخبرناه أننا ننتظر لحين الانتهاء من إجراءات الفيزا، بعد الحديث معه لفترة من الزمن خرج من القاعة وانتظر إلى حين انتهائنا من الإجراءات.

أبو حسين

أبو حسين هو رجل وسيم (الصورة التالية تبين وكأنه خرج من مجلة الجي كيو GQ الرجالية الشهيرة، كنت أذكر له أنه من المفروض أن يصور في هذه المجلة وبيده ساعة كدعاية، فهو مناسب لهذا الدور). أبو حسين رجل بسيط ومحترم، خدوم للغاية، وصبور أيضا، أكثر ما يتميز به هو أخلاقه الهائلة، كان يحذر جدا من أن يتفوه بكلمة تجرح مشاعري، وخصوصا أن اللهجة التي كان يتحدث بها قد تحتوي على الشيء اليسير من الاختلافات عن اللهجة التي أتحدث بها، ولذا كان يخشى من أن يذكر كلمة قد تعني شيئا سيئا في اللهجة الكويتية، وكنت أطلب منه أن يتحدث بارتياح، وإن أخطأ فلا بأس عليه أبدا.

هو السائق الذي كان متوفرا في أي وقت، كلما أردنا منه الحضور كان يتأتي بمجرد الاتصال به هاتفيا، وكان كثيرا ما يتواجد في الفندق أيضا (سأتحدث عن الفندق لاحقا)، فإن كانت لي حاجة لم يتردد في محاولة تلبيتها. خدماته كانت متكاملة، وطلباتي وإن كانت بسيطة إلا أنها تحققت كلها وبسهولة. وكان هو المترجم في الأسواق والفندق وفي أي مكان آخر، وكان يساعدني أيضا في محاولة لتعلم بعض الكلمات حينما كنت أطلب منه ذلك.

SONY DSC

من المطار لفحص الدم وإلى الفندق

توجهنا من المطار مباشرة لفحص الدم، ودخلنا إلى المختبر وقدموا لنا الماء والعصير، ثم أخذ المضمد عينة من الدم من يدي، وخرجنا بسرعة إلى الفندق، وبعد ترتيب بسيط عند الاستقبال أدخلونا إلى غرفنا، الغرفة مناسبة جدا، لم تكن حديثة، ولكنها كانت بمواصفات غرفة الفنادق الشهيرة، وقيل لي (ولست متأكدا من ذلك)، أن الفندق قبل أن يصبح اسمه هما كان في الأصل فقدق شيراتون، وقد يفسر ذلك حجمه الكبير ونظامه الأمريكي.

قاعة الاستقبال كبيرة جدا، وتحتوي على البيانو الذي عزف عليه البيانست حسن، تعرفت عليه لاحقا وأمتعني في الليالي التي تلت بعذوبة عزفه الجميل وتنوعه الكبير. تطل الصالة على حديقة خلفية بسيطة، حيث كان يأتي مغن كل ليلة ويغني بصوته المزعج، لم أستسغ صوته أبدا، ولذا بقيت مع الموسيقى الكلاسيكية والتراثية الفارسية بداخل الصالة الضخمة.

أما بالنسبة للغداء، فإيران تشتهر بالكباب، ولذا ضع في اعتبارك أنك ستأكل أصناف منه في الفندق للغداء، بادرا تتكفل بالإفطار صباحا والغداء، الإفطار يبدأ من الساعة السادسة أو السادسة والنصف، ويتوقف في الساعة العاشرة، وتقدم أصناف مختلفة من الأجبان والبيض والخبز وغيره مما قد تراه في الكثير من الفنادق، وكذلك الشاي وعصير البرتقال وما أشبه. أما بالنسبة لوجبة الغداء فتؤتى لك قائمة الأطعمة التي تحتوي على الكباب في معضمه وبعض الأصناف الأخرى من مشويات الدجاج والأطعمة البحرية، الطعام كان ممتازا، لم أشتك منه قط. بعد نزولي من الغرفة توجهت للغداء، ثم توجهت للصالة للاستراحة.

لفت انتباهي وجود الكثير من الشباب المربوطي الرأس من الخلف، كلهم أتو من الكويت لإجراء عملية زراعة الشعر، لم أتصور أن أجد هذا العدد منهم (عدد بسيط من الناس كان من دول خليجية أخرى)، أضف لذلك أن الكثير منهم أتى لإجراء عملية تجميل على الأنف، فوجئت بهذا العدد الكبير من الناس الذين أتوا لهذه العملية، والأكثر من ذلك، والذي وضح في الأيام القادمة حينما كنت أتمشى في الأسواق أن الكثير من الإيرانيات يجرون عمليات الأنف أيضا، لم أحصي الأعداد، ولكن بين كل عدد من البنات أجد بنتا ألصق على أنفها اللاصق الذي يوضع بعد العملية، يبدو أن إيران لديها خط إنتاج لزراعة الشعر وتجميل الأنف. وكذلك وجدت شابا واحدا زرع لحية، وكانت لحيته المزروعة متناسقة جدا ومناسبة جدا لوجهه، أخذ الشعر من رأسه وزرع فيه، شيء غير متوقع.

اليوم الثاني

أفقت الساعة السادسة والنصف، وأخذت دشا، وبعد تجهزي، اتصل بي السائق أبو حسين، وقال لي أنه في الردهة، توجهنا سويا إلى الفطور أنا وهو وأخي، ثم ركبنا السيارة وتوجهنا للعيادة.

دخلنا إلى داخل العيادة وكانت عيادة نظيفة ومرتبة، توجهنا للاستقبال وملأت استمارة ببياناتي الشخصية، ثم انتظرت في مكتب الطبيب، دخل الطبيب إلى المكتب وهو باللباس الأزرق، وتحدث معي باللغة الإنجليزية، وبعد أن رحب بي طلب مني النظر إلى شعري من الخلف، فحرك يده خلال الشعر ليرى كم هي كثافته، يطلق على المنطقة الخلفية من الرأس مصطلح البنك، أو بنك الشعر، كل شخص يختلف عن الآخر، وتتفاوت كمية الشعر من شخص إلى آخر. أخبرني الدكتور أن البنك لا يحتوي على كميات كبيرة من الشعر، وشرح بشكل سريع إلى أي مدى سيتم زرعه في المقدمة، سيتقدم الشعر من فوق الجبهة على قمة الرأس ما قبل منتصف الرأس أو ما قبل القمة الخلفية.

المشكلة أنه إذا قام بتقديم خط الشعر إلى الجبهة، فذلك يعني أن الشعر لن يملأ المساحة بكمية كافية، وقد طلبت منه أن لا يتقدم كثيرا، حتى يكثف الشعر على الرأس، وطلبت منه أيضا أن يجعلني أبدو وكأنني في بداية الصلع حيث أن جانبي الرأس خاليتين من الشعر والمقدمة تحتوي على القليل، وربما توضح الصورة التالية للمثل نيكولاس كيج الفكرة (مع الفارق الشاسع بين مستوى الوسامة… احم). نيكولاس كيج أيضا زرع شعرا على رأسه، وقد حملت هذه الصورة معي لأريه إياها حتى يرسم خطا على رأسي شبيها به.

Nicolas-Cage-hollywood-star-hd-wallpapers

هناك أيضا نقطة مهمة بالنسبة للزراعة، كل رأس وكل فئة عمرية تختلف عن الأخرى، وكل رأس وفئة عمرية تتطلب زراعة بهيأة مختلفة، ولكني وجدت أن الكثير من الذين أتو لزارعة الشعر صنعوا دائرة من الشعر على رؤوسهم، لم أجد أحدا مختلفا عن الآخر في الشكل العام لخط زراعة الشعر على الرأس، فذكرت ذلك للدكتور، فتذمر أنه كثيرا ما ينصح المرضى (سأسمي الأشخاص الذين أتو لزراعة الشعر بالمرضى اصطلاحا) بأفضل خط للشعر ولكنهم يرفضون نصيحته، ويطلبون منه أن يتقدم بخط الشعر إلى الأمام، المشكلة أن المرضى يعتقدون أنهم سيعيدونه إلى ما كان عليه، وهذا أمر لا يمكن أن يحدث إلا مع بعض الأشخاص الذين لديهم كثافة كبيرة الشعر. وأما من كان مخزونه قليل فلن يستطع أن يرجع الشعر إلى سابق عهده، فيحاول الدكتور إرضاء طلباتهم بقدر الإمكان.

ذكرت للدكتور أيضا أن في رأسي بعض الحبوب التي تظهر بين الحين والآخر (تشابه حب الشباب، لا أزال أعاني من هذه المشكلة بالرغم من وصولي إلى سن 48 سنة، يبدو أن جسدي مخدوع ويعتقد أنه مراهق)، فنظر إلى الرأس ليرى مكانها، فلم يستطع، وخصوصا أنها لا تظهر إلا مع الحلاقة، فأكمل الطبيب شرح فكرة الزراعة والتي ستتم على مدى ثلاثة أيام وأول يوم لها هو اليوم، سألني أيضا إن كان لدي ضغط دم أو سكر، ذكرت له أن كل شيء في حالة جيدة إلا ظهري.

وهذه هي مشكلتي الأساسية في الموضوع كله، وخصوصا أنني لا أستطيع أن أستلقي على ظهري أو على بطني لمدة طويلة من الزمن، وعادة ما أتناول بعض الحبوب المخففة للالتهاب حتى تخفف علي الألم، فطلب مني عدم تناولها لأنها قدد تتسبب في سيولة الدم، واقترح علي أن يعطيني مسكن للألم. فاطمأننت لذلك. ثم طلب مني الوقوف بجانب الحائط لأخذ صور ما قبل العملية، فصورني من الأمام والخلف والجنبين.

قبل دخولي إلى غرفة تبديل الملابس طلبت مني إحدى الممرضات أن ألبس قميصا المرة القادمة بدلا من الفنيلة الـ”تي شيرت”، سيكون ارتداء الـ”تي شيرت”  بعد العملية صعبا، سأحتاج لأن أدخل رأسي خلال فتحة الرقبة، وذلك وقد يتسبب بالألم أو بالتأثير سلبا على الزراعة، فالشعر يحتاج أن يراعى إلى أن يثبت على الرأس بعد زراعته، قالت لي الممرضة: “هذه المرة سأساعدك، ولكن المرة القادمة إلبس قميصا.” ملابس العملية كانت زرقاء خفيفة تتكون من بنظال وتي شيرت (من الممكن شقه ورميه بعد الانتهاء منه)، أعطتني الممرض قفلا لخزانة لوضع أغراضي فيها. بعد التبديل دخلت إلى غرفة صغيرة لتتم حلاقة شعر رأسي، وبالماكينة اختفى كل شيء.

لكل مريض يتم تعيين ممرضة لزراعة الشعر، فأتت الممرضة التي تم تخصيصها لي، فنظرت إلى رأسي من الخلف، وإذا بالحبوب بدت واضحة، فصحيح أن الطبيب نظر لي قبل الحلاقة، ولكن الحبوب لم تبدو واضحة إلا بعد الحلاقة، فطلبت من الطبيب الحضور لرؤية رأسي، وبعد أن نظر فاجأني بقوله أنه لا يمكن الزراعة مباشرة، لابد من أخذ المضاد الحيوي للتخلص منها، وإلا إذا ما أدخلوا الأبرة التي تنتزع الشعر بداخل الرأس لدخلت هذه الحبوب إلى داخل الجلد، وكذلك فإن قُلعت بصيلة الشعر والحبوب موجودة وزُرعت في المقدمة قد يتسبب ذلك في نقل الحبوب إليها (حيث لا توجد الحبوب نهائيا)، ولذلك فقد أحتاج إلى أسبوع من المضاد قبل أن أبدأ بإجراء العملية حتى تختفي هذه بالكامل.

وسألني إن كان بإمكاني البقاء حتى ذلك الحين، ولكن للأسف إجازتي الدراسية كانت ستنتهي بعد أيام، والمشكلة أنني كدكتور في الكلية لا أستطيع أن أطلب إجازة لمثل هذا الموضوع، الإجازات تأتي في أوقات محددة، إما في الصيف أو في منتصف السنة، ولم يبق سوى أيام على بدأ الدراسة مرة أخرى، فاعتذرت من الطبيب وأخبرته بأن حالتي لا تسمح لي بالبقاء.

تضايقت الممرضة كثيرا، وتوقف قلب أبو حسين حينما سمع أن العملية لن تتم، واستاء كثيرا لذلك، أما عني شخصيا فأحسست بالراحة، لماذا؟ لأنني علمت أن العملية ليست تجارية، وأن الطبيب أراد مصلحتي، كان بإمكانه القيام بالعملية ثم يستلم ماله، ولكنه فضل مصلحة المريض وجعلها فوق كل شيء.

عدت للبس ملابسي وعدنا إلى السيارة مع أبو حسين، وقبل أن نركب، نظر إلى أبو حسين وهو يتفقد وضعي النفسي، كان  يحاول أن يرى أي ملامح للحزن، فلم يجد شيئا، بين لي استغرابه، “ألم تحزن لعدم إجراء العملية، أرى عليك ملامح الجلد”، فأجبته بأنني سعيد أن الدكتور كان صادقا معي.

المشكلة الوحيدة في الموضوع أنني حجزت للسفر لمدة خمسة أيام، ابتداء من السبت إلى يوم الأربعاء، تكون العميلة يوم الأحد وتنتهي يوم الثلاثاء، ثم أعود يوم الأربعاء. كل ذلك كان بالإمكان تفاديه لو أنني علمت بأن الحبوب تؤثر على العملية قبل سفري إلى إيران. وهذه مشكلة كان بالإمكان تفاديها، وخصوصا أنني ذكرت للسيد حيدر رئيس شركة بادرا وأنا في الكويت أن برأسي حبوب، في الحقيقة لم أعلم أن لها أي تأثير، ولكني ذكرتها من باب الاحتياط، ولو أن شركة بادرا كان لها تواصل مع طبيب متخصص في الكويت لاستطاعت تشخيص حالتي قبل السفر، وكان بإمكانهم اقتراح أخذ الدواء ثم التوجه لإيران، وتفادي تكاليف الصرف والوقت. أتمنى أن يؤخذ مثل هذا الموضوع بعين الاعتبار للمرات القادمة ولمرضى آخرين لتفادي الحرج.

تفاجأت أيضا بعد يومين بعد أن ألغيت العملية بحضور مدير الشركة في إيران السيد هادي لزيارتي في الفندق والاعتذار، أتى المسكين وهو مريض بعد أن بدأ بالتعافي قليلا، وقد رأيت على وجهه ملامح الحرج من الوضع الذي أنا فيه، ولكن وإن كان اعتذاره كافيا وشافيا إلا أنني أفضل أن تعالج مثل هذه الأمور لغيري من المرضى قبل سفرهم، أنا صبرت، ولكن لا تضمن الشركة صبر الآخرين.

عودة إلى الفندق بخفي حنين

عدت إلى الفندق بخفي حنين، وبقيا معي الثلاثة الأيام القادمة، وبدلا من أن أكتّف يدي وأبقى بلا دراية عن الموضوع بدأت بالسؤال من المرضى الذين زرعوا رؤوسهم بالشعر حتى أتعرف على العملية من تجارب الآخرين، ولو أنني كنت أتمنى لو أنني جرتها بنفسي، فكان بإمكاني أن أشرح التفاصيل بما في ذلك آلامي وأحاسيسي بشكل أفضل، ولكن سأكتفي بما يذكره لي الغير.

المريض يدخل للزراعة صباحا وتتفاوت أوقات خروجه من العيادة، ولكن في الغالب الأعم كانوا يعودون إلى الفندق عصرا، ويكون على رؤوسهم من الخلف رباط (تفاديت تصوير الرؤوس حيث قد يجد البعض حرجا في ذلك)، أما قمة الرأس فلم تكن مغطاة، لو نظرت إلى الرأس تجد عليه آثارا طفيفة لجروح زراعة الشعر، وفي اليوم الأول من الزراعة عادة من تكون هناك قطعة حزام بسيطة من الشعر المزروع على قمة الرأس، يكتمل هذا الحزام رجوعا إلى خلف الرأس في اليومين القادمين إلى أن يمتلئ بالقدر المتوفر.

سألت البعض إن كانت هناك أية آلام أثناء الزراعة، الكل أخبرني أن المخدر الموضعي في الرأس يمحو أية آلام، ولكن هناك مشكلة واحدة اشتكى منها الجميع، وهي: أول 5 دقائق من التخدير، حيث توخز الممرضة إبرة التخدير في عدة مواضع في الرأس من الخلف أولا، وبعد ذلك في المقدمة، وفي تلك الأثناء ينكمش المريض مع كل وخزة  (انتابني الشعور بالوخز وأنا أكتب هذه الكلمات)، ذكر لي أحدهم بأنه كان بالإمكان تخدير الرأس ببخاخ مخدر، وهو فعلا موجود لدى الكثير من الأطباء، ويستخدم حينما يحتاج الطبيب لإدخال إبرة مؤلمة، ولكن لم تسنح لي الفرصة لسؤال الطبيب في إيران عن سبب عدم استخدام مثل هذه الوسائل التي تريح المريض، ربما تكون هناك علة طبية لذلك، ولكن تبقى هذه هي الشكوى الرئيسية في زراعة الشعر، التي اشتكى منها الجميع.

كيف تتم الزراعة؟ أولا ينام المريض على بطنه، ويتم تخدير رأسه من الخلف، ثم يستخدم جهاز لنزع الشعر من الجذور أو البصيلة، ثم ينام على ظهره، ويخدر رأسه من المقدمة، وتزرع تلك البصيلات في المقدمة، ويكرر هذا على مدى الثلاث أو الأربع أيام القادمة بحسب كثافة الشعر. للأسف لا أعرف تفاصيل أكثر من هذه عن الموضوع، وأعتذر إن كانت مختصرة.

شخص واحد فقط تذمر بشكل كبير من النوم، حيث كان يشتكي من آلام مزمنة في ظهره، وقال لي أن الطبيب ذكر له أن النوم يجب أن يكون على الظهر فقط (كما يبدو أن النوم على الظهر يمنع من نزول المخدر في الوجه مما يتسبب في الانتفاخات لأيام) فوجد صعوبة في النوم، ولم يحصل إلا على سويعات بسيط من الغفوة، وجدته متضايقا جدا من هذا الشيء، وربما تكون أحد أسباب ضيق صدره هو قلة النوم، أنا أشعر بذلك إن لم أحصل على النوم الكافي، فكيف بشخص نومه كان مرتبكا لأربعة أيام. أما عن الذين لم تكن لديهم مشكلة في النوم على الظهر فلم يشتك منهم أحدا أبدا من هذا الموضوع.

من ضمن الأسئلة التي سألتها أيضا من المرضى هو مستوى الخدمة، فالخدمة جزء أساسي في أيام إجراء العملية، قد تكون الخدمات المقدمة لي جيدة، قد أكون محظوظا بالسيد أبو حسين السائق، ولكن من التحري وجدت أن كل من سألتهم كانوا سعيدين جدا بالخدمة، الكل ذكر لي أن السائق كان موجودا تحت الطلب، وأن الخدمات الفندقية كانت مناسبة إلى حد كبير. حتى أنني كنت ألح في السؤال وأطلب من بعضهم محاولة تذكر شيء سلبي عن الخدمة فلم أجد، حتى أتذكر أنني كنت أسأل شاب “مطوع” الذي بقي في إيران لمدة 10 أيام لإجراء عملية له ولزوجته، كنت أسأله بإصرار أن يخبرني عن شيء واحد سيء، فلم يجد شيئا واحدا في الخدمات أو حتى عن معاملة الناس له هناك، بل أخبرني الخدمات ممتازة، والسائق أخذهم حيثما أرادوا و”أن الكل في حال سبيله” (يقصد الناس في إيران).

النشاطات المختلفة

حينما تتوجه لزراعة الشعر في شيراز لن تقضي يومك كله مع الطبيب، فماذا يمكن أن تقوم به في باقي الوقت أو باقي الأيام بعد الانتهاء من الزراعة؟ أنا لا أعرف الكثير عن إيران، ولا عن شيراز، ولذا لا أعرف عن الأماكن السياحية هناك، ولكن أبو حسين تجول بنا في الأسواق الشعبية القديمة، وكذلك ذهبنا إلى حمام قديم، ربما يعود إلى 270 سنة في السابق، وكانت هناك بعض التماثيل لأناس من تلك الفترة الزمنية في ذلك الحمام، الصورة التالية تبين ذلك. وكذلك دخلنا إلى ساحة مسجد قديم يعود لنفس الفترة.

أنا وأبو حسين في حمام إيراني قديم، وخلفنا التماثيل التي تمثل الإيرانيين في تلك الفترة.

أنا وأبو حسين في حمام إيراني قديم، وخلفنا التماثيل التي تمثل الإيرانيين في تلك الفترة.

وهناك السوق الشعبي القديم، وأعتقد أنه يعود لنفس تلك الفترة أيضا، ويحتوي على الكثير من التحف، وقد اشتريت ساعات حائط جميلة مصنعة باليد، وبأشكال جميلة جدا، وكذلك اشتريت طاولة شطرنج في غاية الجمال، والصور التالية تبين بعض التحف الموجودة في السوق، كانت هذه ربما أكثر الأمور متعة لي، حيث أنني طلبت من أحد أصحاب المحلات أن يريني كيف تصنع هذه التحف، فلم يتردد، وأرسلني إلى الورشة، حيث كان هناك شاب يصنعها، وشرح لي بالتفصيل كيفية صناعتها، صورته وهو يتحدث مع ترجمة أبو حسين (سأضع اللقطة لاحقا حينما أنزلها على اليوتيوب).

SONY DSC

SONY DSC

SONY DSC

SONY DSC

رجل عينته المؤسسة المسؤولة عن السياحة ليقف في السوق ويصور مع المارة، يلبس ملابس تراثية ويحمل مسدس قديم، ربما يمثل دور حرس الأسواق، لا أدري.

يمكنك أيضا المشي في الحديقة الكبيرة خلف الفندق (لا أقصد تلك التي خلف الردهة)، حديقة كبيرة وبجانبها أكشاك صغيرة، وهناك أيضا سوق على يمين الفندق، سوق بسيط يمكن التجول فيه، ولكنه ليس مثير كالسوق الشعبي الذي يحتوي على الكثير من الأمور التراثية والسجاجيد والجلود والخشبيات وغيرها من الأمور. ربما لو كان بقائي في إيران لفترة أطول، فلربما كنت سأبحث عن أمور تراثية أخرى، ولكني لم أسأل، في الليلة الأخيرة أخبرني حسن عازف البيانو عن كورش العظيم، ويعتقد أنه ذو القرنين كما ذكرت الويكيبيديا، المسافة لآثار كورش تبعد عن الفندق ساعة ونصف، لذا لم أفكر جديا في الزيارة، ربما ستسنح لي فرصة أخرى في المستقبل.

أسوء تجربة لي أثناء تواجدي في الفندق

ربما أسوء شيء في كل هذه التجربة هو الإنترنت، فالإنترنت كان في منتهى الضعف في الفندق، الخدمة كانت رديئة جدا بالرغم من أن الواي فاي كان متوفرا في كان أنحائه، وحتى الشريحة التي أدخلتها في الهاتف لم تتقدم في السرعة أبدا، والأسوء والأمرّ أن العديد من المواقع محجوبة، فالفيس بوك والتويتر واليوتيوب والورد برس (الورد برس!!!!!) كلهم كانوا محضورين، وحتى موقعا أقرأ فيها الأخبار التكنولوجية كان محجوبا لسبب أو لآخر، لم أستطع أن أتواصل مع أحد إلا عن طريق الوتساب على الآيفون أو عن طريق الإنستجرام، ولأن الإنترنت كان بطيئا جدا في الفندق لم أفكر بمحاولة إنزال صورا على الإنستجرام، فبقيت مع الوتساب وهو يقطر الرسائل بالقطارة. وبالسؤال هنا وهناك اكتشفت أن الإيرانين لم يدعوا الحجب يوقفهم من الدخول إلى المواقع المحضورة، فالكل يستخدم الفي بي إن، ولكن بوجود خدمة بطيئة لم أعد أكترث.

أي الفندقين أفضل، هما أم تشمران؟

بعد أن نصحني البعض بالسكن في فندق تشمران، وقبولي بالبقاء في فندق هما، قررت أن ألقي نظرة على الفندق حتى أرى الفرق، طلبت من أبو حسين أن نذهب معا إلى فندق تشمران لأتحقق منه، وصلنا إلى الفندق، وإذا به فندق جديد ومعاصر، الردهة كانت صغيرة، وتنقسم إلى قسمين: مكان للجلوس ومطعم، المصاعد كانت حديثة جدا، تضغط زر الطابق قبل دخولك إليه، وشاشة الكمبيوتر تعلمك أي من المصاعد سيصل أولا لتنتظر عند بابه، طلبت من الاستقبال أن يروني الغرف، ووجدت أنها أحدث من غرف فندق هما، ولكنها في الحقيقة لا تفترق عنها كثيرا، وإن كانت أجدد.

جلسنا في المطعم لنشرب القهوة، وكانت هناك فرقة موسيقي ومغن، لاحظت الطابع الشبابي للفندق، وأُخبرت أن الفندق عادة ما يتردد عليه الشباب والشابات (ويحصل ما يحصل أحيانا)، وبعد الساعة الثامنة يزداد النشاط الشبابي هناك. أما عن خارج  الفندق فهناك ممشى طويل يتمشى فيه الشباب والشابات، وعلى أطرافه تترامى بعض المطاعم، وهناك أيضا شلال صناعي مررت خلاله يرطب الأجواء ويجعلها باردة نوعا ما.

أما عن الأسعار، فوجد أن فندق تشامران أغلى بستة دولارات عن فندق هما للشخص الواحد، ليس ذلك بكثير (لا تحتاج أن تفكر بتكاليف الفندق فشركة بادرا مسؤولة عن ذلك، ما أردت أن أبينه أن لا فرق كبير في السعر، وربما في مستوى الفندق، وإن كانت الحداثة واضحة على تشمران).

أيهما تختار؟ بالنسبة لي كان فندق هما كافيا، ولكن الناحية العملية أتصور أن فندق هما أفضل من جانبين، الأول إذا كانت لديك أسرة فلربما ستجد فندق هما أكثر رزانة ومحافظة (أما إن كنت شبابيا، فربما ستفضل تشامران)، ومن ناحية أخرى أساسية في رأيي وهو أن فندق هما يتردد عليه الكثير ممن قاموا بعملية الزراعة وتجميل الأنف، وهذا من الناحية النفسية يخلق بعض الإطمئنان لديك، فلست أنت الوحيد الذي أجرى العملية، وتستطيع ربما التعرف عليهم والتحدث معهم لتبادل التجربة الشخصية والمعلومات.

الصور التالية للفندق من الخارج والمطعم من الداخل، ولكن لم أستطع أن أصور الردهة لوجود الكثير من العائلات تفاديا لأي حرج.

فندق هما من الأمام

فندق هما من الأمام

المطعم الذي أفطرنا وتغدينا به.

المطعم الذي أفطرنا وتغدينا به.

الرجوع إلى الكويت

أكملت باقي الأيام بالتسوق والمشي خارج الفندق والاستماع للموسيقى العذبة والتحدث مع العازف حسن، وفي اليوم الأخير توجهنا للمطار، حينما وصلنا إليه، فإذا بالناس تقف في طابور طويل جدا، انتظرنا مدة طويلة إلى أن وصل إلينا الدور، المطار بسيط، ولا يحتوي إلا على أدنى المحال التجارية، لا تفكر في أن تشتري سوى المكسرات والحلويات الإيرانية، وبعض التحف البسيطة من هناك، ركبنا الطائرة، وتأخرنا قليلا قبل الإقلاع، ثم حلقت الطائرة “هما” التابعة للخطوط الإيرانية، وكانت طائرة أقل منزلة من تلك الأولى التي أتت بنا أول مرة، ووصلنا إلى الكويت بحمد الله.

هل أنصح برزاعة الشعر في إيران؟

بحسب ما رأيت بكل تأكيد نعم، فالتجربة بمجملها كانت ممتازة، وكانت هناك سلبيات بسيطة هنا وهناك، ولكن كلها أيام وتنتهي الزراعة، وستنسى هذه السلبيات، أما عن الإجابيات فوجدتها أكبر بكثير من السلبيات، وهي كافية لتعطي أي شخص يفكر في الزراعة ومتردد دفعة قوية للذهاب هناك بلا أدنى خوف، وخصوصا فيما يختص في العملية، يبدو أن الأسعار المنخفظة للزراعة وتجميل الأنف كونت قدرة استقطابية هائلة، وربما جعلت من الأطباء متمرسين على رؤوس الكثير من المرضى.

الكلمة الأخيرة

هذه كانت تجربتي الخاصة، جربتها مع شركة محددة اسمها بادرا، مع عيادة محددة، ومع سائق محدد، وفندق محدد في منطقة محددة، وبأيام قليلة جدا، دوتنها كما رأيتها، بلا مبالغة، ولا تكلف، وكونها تجربتي (مدمجة مع تجارب البعض الآخرين) يعني أنه قد لا تأتي تجارب الآخرين مطابقة، فقد تختلف تجربتك الشخصية عن تجربتي (وقد يكون هناك شخص آخر استاء من تجربته الشخصية ولم أدر عنه). لذا استفد من هذه المعلومات، وتعامل مع المتغيرات كما تأتيك. واستمتع برحلتك إن قررت أن تسافر هناك لزراعة الشعر أو تجميل الأنف. مع تمنياتي لك بالتوفيق.

موقع بادرا على الفيس بوك.

https://www.facebook.com/Padra.Int

 
13 Comments

Posted by on September 16, 2013 in Uncategorized