RSS

Monthly Archives: February 2013

كيف تستمع لوجهة نظر الآخر تحت الضغط

هذه نصائح بسيطة وسهلة لتسهيل استماعك لوجهات نظر الآخرين في نقاشات حادة.

أحيانا حينما تكون في نقاش معين ويكون النقاش على أسس منطقية قد يبدأ الآخرين بالاستهزاء أو السخرية من آرائك بشكل زائد عن الحد، أو من الممكن أن يتعرض الآخرين لشخصيتك مباشرة، المشكلة أن مثل هذه الأمور تعكر صفاء الذهن، وقد تجعلك غير قادر على سماع الطرف الآخر، ولربما يكون الطرف الآخر لديه آراء رائعة، ولكن الأسلوب يجرك عاطفيا فتتوقف عن سماع الرأي، ولربما يتحول النقاش إلى جدال، وتنحدر قيمة النقاش، وتقل الفائدة.

التركيز هنا ليس على الطرف الآخر الذي يضربك تحت الحزام، التركيز في هذه النقاط عليك أنت حتى تتمكن من إكمال النقاش والاستماع لوجهات النظر بالرغم من تأثرك من الكدمات.

  • حاول أن تفصل بين شخصية المناقش وموضوع النقاش: واحدة من الطرق التي يمكن بها أن تفصل بين الإثنين على المستوى العملي هو أن تتخيل الشخص الذي أمامك هو شخص آخر، شخص تحبه وتحترمه بشكل كبير (هذا إذا لم يكن الشخص كذلك في هذا الوقت)، بدل جسده إلى جسد الشخص الآخر في ذهنك، حينما تستمع لشخص تحبه فإنك تتغاضى عن بعض أساليب الطرح، وبذلك ترجع تركيزك على الموضوع بدلا من الشخص.
  • ذكر نفسك بالمرات التي كنت مخطئا فيها، أنت لست معصوما من الخطأ، وليس كل ما تقوله هو الحقيقة المطلقة، نعم… قد تكون متمكننا من الموضوع الذي تناقش فيه، ولكن تذكر أنت كنت في يوم من الأيام مخطئا كما قد يكون الطرف الآخر مخطئا الآن، وإذا علمت أنك إنسان قاصر ربما ذلك يجعلك كريما في تقديم إذنك للطرف الآخر.
  • بعد أن ينتهي الشخص من طرح فكرته المليئة بالشوائب السلبية والتي تستدرج عاطفتك، أعد صياغة رأيه مزيلا الشوائب، فمثلا من الممكن أن يقول لك الشخص: “ما هذه الفكرة الغبية التي تدعي أن هناك كواكب عليها حياة أخرى، العلماء لم يكتشفوا سوى حياة واحدة وهي على الأرض، من السخافة أن نعتقد بحياة غير هذه في غياب الأدلة الرصدية، لن يصدق أحدا ما تقوله لا يمكن للعاقل أو حتى المعتوه أن يتصور ذلك.” بعد أن ينتهي من طرح رأيه، لخص ما يقوله بلا شوائب: “ما فهمته منك أنك تستدل على عدم وجود حياة على الكواكب أخرى هو أن العلم الحديث لم يكتشف غير حياتنا من خلال الأدلة الرصدية، دعني أرد على هذه النقطة…” بهذه الطريقة تزيل الشوائب، وتستطيع أن تطمئن لوجود موضوع يمكن نقاشه.
  • حاول أن لا ترد بالمثل، أحيانا تتلقى ضربة شخصية مثل: “قبل أيام رأيتك تغضب والآن تقول أن الغضب خلق سيئ”، أو “بالتأكيد أنت ستساند أحمد، ليس لأنك تريد العدالة، بل لأنه ابن عمك” هذه النوع من الجدل يسمى بـ “ضد الرجل” (Ad Hominem)، في محاولة للطرف الآخر لضرب الفكرة التي تناقش فيها يحاول إقحام سلبيات شخصيتك أو أخطاءك، هذا النوع من الاتهام يجرك بسرعة لاتهام الشخص الآخر كرد فعل لاتهامه لك، وينهدم بعد ذلك النقاش بلا عودة، لذلك أبد مدى احترامك للطرف الآخر: “عزيزي نبيل أنا أحترمك بشكل كبير، والموضوع ليس شخصي بالنسبة لي، لنعد للمبدأ الذي نناقش فيه، ولنترك شخصيتي على جنب… العدالة هي أن…” عادة ما تعطل مثل هذه التصريحات القنبلة التي ستنفجر في النقاش، ولاحظ أنها تعطل قدرتك الشخصية على أن تتوجه لضرب الشخص الآخر تحت الحزام، ويعيد لك صوابك.

أنا شخصيا أقع في الأخطاء الجدلية، فأحيانا أدخل في نقاش حامي الوطيس، فأفقد الاتزان فيه وأخرج عن آدابه، ولكن إن تذكرت أتراجع لمحاولة جر النقاش إلى الموضوعية. بالطبع هذا لا يمنع من أن أناقش الموضوع بحرارة، فصحيح أن الحرارة تحرق أحيانا، ولكنها تولد النور أيضا.

اعتمدت على النقطتين الأوليتين من بودكاست فلسفي أستمع له (Rationally Speaking)، والنقطتين الأخيرتين من خلال قراءات سابقة.

إذا كانت لك أفكار أخرى يمكنك إضافتها في التعليق، ولكن احذر من أن تكتب نقطة إضافية تحاول فيها تعديل الطرف الآخر، المطلوب هو تعليق تكون فيها النصيحة لنفسك، وهو الطرف الذي تعلم أن أنك تستطيع أن تغيره.

 
3 Comments

Posted by on February 10, 2013 in Uncategorized